الاثنين، ١ أكتوبر ٢٠٠٧

الضغط النفسي الذي يسببه الشارع

لما أذهب لقضاء أمر من الأمور التي تحتاج لخروجي للشارع، وهو أمر متكرر شبه يوميا، أشعر بأنني أمام خطة معقدة جدا يجب وضعها قبل تنفيذ هذه العملية الشاقة.
لماذا؟
هاهاهاهاهاها!!!!!
لأنني كفيف أحيى في ظل مجتمع له تصورات ربما لا ترقى لأن يفهمها العقل البشري،
استخدم في مشيي العصا البيضاء التي يقول العالم كله بأهميتها للكفيف لكي يدركه الناس أو تقف له السيارات ليعبر الطريق!!!!!
يجب عليّ وضع خطة محكمة كأن أقول: سوف أمشي من الشارع الفلاني، إلى الشارع العلاني، وهكذا وهكذا.
آه بالطبع يجب علي أن تكون وداني مطرطأة، يعني: أذني لا بد وأن تكون منتبهة جيدا جدا وعقلي كذلك، لأنني أعتمد عليهما في معظم شئون الخروج.
إلا أنني حين أخرج، ينتابني شعور بالرغبة في سد أذني، أو حتى التخلي عن حاسة السمع بالإضافة إلى البصر.
المهم: أن الناس كثير والسيارات أكثر: ولكن ليس هذا موضوعنا، الموضوع يأتي في أقوال الناس وأفعالهم.

أذني مثل الطبق الذي يستقبل آلاف الإشارات التي يتم بثها عبر الأقمار الصناعية: فأسمع الست مشمشة تقول:
والله ده حرام، مفيش حد يمشي معاكط طيب؟
فلا أبالي.
يقول بائع البطاطا المتجول: أو عم شأشأ المتسول:
حاسب يا بركخخخخة، خلي بالك، يمين يمين: لأ لأ، أقصد شمال.
مش مهم!!!!!!!
الراجل غير متعلم ولا يعرف يمينه من شماله، المهم،

جاءني صوت رجل عاقل مثقف كهذا الذي أشكر له مساعدته لي في عبور الطريق أو إخباري برقم الأتوبيس.
طلبت منه أن أعبر معه الطريق وإلا دهستني سيارة وأجهزت عليّ أخرى، واتهمني سائق الثالثة بالعمى!!!!!! وإن كان حقه.


الطريق كما أتصور أو كما يجب أن يكون أو كما عبرته مئات المرات له شقين، الشق الأول يمشي في اتجاه والشق الثاني يمشي في الاتجاه الآخر، وبينهما رصيف لكم عبرته لأكمل عبور الطريق.

أخونا العاقل وافق أن يعبر معي الطريق وشكرت له حسن استجابته وأدبه الجم وعقله الراجح وسلوكه المحمود،
وما أن عبرنا الشق الأول من الطريق ووقفنا على الرصيف الذي يقع في وسط الشارع، والذي يقف عليه المارة لعبور باقي الطريق!!!
حتى سألني سؤال يعبر عن ذكاء في منتهى الغباوة.

إنت هتعدي اليمة التانية كمان؟ ولا ... وهو يترك يديييييييي التي أمسكها من قبل لمساعدتي في عبور الطريق.

طيب أنا أسألكم نفس السؤال بس بطريقة شيك شوية:
هو أيه الخدمات المقدمة على الرصيف الذي ينتصف الشارع حتى أنتظر عليه ولا أعبر باقي الطريق؟

تركني الذكي في منتصف الشارع!!!!!!!!
وكلما حكيت لنفسي الحكاية أقول: هو مش كفاية عمل الخير ووصلك وعبر معك الطريق: آه آ÷ آ÷: آسف: نصف الطريق؟

شكرا يا أخونا يلي سبتني في نص الطريق: لا أحد يساعدني في العبور ولا أمشي على جانب الطريق، وإنما أقف هكذا سيارات من خلفي في اتجاه، وأخرى أمامي في الاتجاه الآخر.

يا إلهي نجني من القوم الظالمين.

طيب سؤال بسيط: هو ممكن حد ينتظر على رصيف في منتصف الشارع يعمل إيه؟

ينظم المرور؟ وهو ضرير؟ ولا ينتظر الأتوبيس الذي لن يأتيه ولو قضى عمره منتظرا في هذا المكان؟

إلى اللقاء
المرور على النت يبدو بطيئا كما هو في الشارع: هاها.