الأربعاء، ٢١ نوفمبر ٢٠٠٧

 كروت شحن رصيد التليفون

هلا فكر أحدكم كيف يستخدم الكفيف هذه الكروت التي شاعت بين مستخدمي التليفونات المحمولة والأرضية كذلن؟
بطاقة ورقية أو بلاستيكية مطبوع عليها رقم سري مسلسل تمت تغطيته بشكل أو بآخر، لا يمكن للناظر أن يرى الرقم المطبوع إلا بعد خدش البطاقة ليرى مجموعة من الأرقام قلت أو زاجت لا بد له أن يدركها بنفس ترتيبها وبنفس أرقامها ليدخلها إلى حسابه الذي صممته له الشركة المنتجة للكرت!
عجبا!
الدنيا تطورت فأصبح كل ما فيها أرقام، الحاسب يعمل بالأرقام، والتليفون يعمل بالأرقام، والساعة أرقام، والفواتير أرقام، والحساب في البنك أو دفتر التوفير بالأرقام حتى العملات تبدلت من بنكنوت إلى بطاقات تحمل أرقام!
المهم، نرجع لأخونا الكفيف الذي لا يعرف كيف يستخدم الأرقام المطبوعة على الكرت، ليس لجهل معاذ الله، ولا لفقر يثنيه عن شراء الكرت ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنما لأن الكرت مطبوع وغير ملموس.
طيب ماهو لو ملموس سيكون الأمر أكثر تعقيدا لأن الكرت بهذه الطريقة غير آمن، إذ يمكن لأي أحد لمسه وسرقة رقمه المسلسل بدون شراء، فما الحل؟
إنها الثقافة المحلية التي غاب فيها حق العملاء!
الثقافة التي لا بد وأن تدرج في عقول أبنائها أهمية خدمة ما بعد البيع.

ماذا لو خصصت شركات التليفونات والهواتف المحمولة في مصر أرقام مجانية يتصل بها العملاء ذوي الاحتياجات الخاصة، يتلقى فيها عامل الخدمة طلب المتصل ويضيف له أي حساب شاء، على أن يسدد قيمة الحاسب الذي أخذه خلال مدة محددة يتم بعدها إلغاء الشحن أو إيقاف الخط أو أي عقوبة شاءت الشركة إن لم يسدد الطالب للخدمة قيمة ما سحب من رصيد.

ولهذا فإنني أناشد المجلس القومي للاتصالات في مصر بالنظر في هذه القضية التي تهم آلاف أو ملايين المستخدمين لبطاقات الشحن التي تنتجها شركات المحمول أو الشركة المصرية للاتصالات، إذ آن الأوان أن يبحث كل مواطن عما له من حقوق كما أنه يؤدي ما عليه من واجبات، فالشركات تمنح صلاحيات وتعبث بالأسواق كما تشاء، فأين حق المواطن الذي يدفع للشركات ما تريد ولا يحصل على الخدمة اللائقة؟

السبت، ٣ نوفمبر ٢٠٠٧

 عمال الخدمات

بينا أنا واقف في انتظار الأتوبيس الذي سوف أركبه للذهابإلى عملي حتى أفقت على رائحة تراب تتخلل أنفي وصوت رجل يكنس الشارع ويطيح بالتراب والقمامة على طول الطريق الموازي للرصيف من أسفل، وظل الصوت يقترب مني حتى أن عصاه أو كناسته لطمت قدمي من أسفل وقال: "الطريق يا شيخ" فأسرعت بالبعد قليلا عن الرصيف الذي أقف أسفله لأن أعلاه مشغول بالشجر والبشر ولكني حذرت لألا تدهسني سيارة مسرعة منحرفة عن الطريق وما أن مر الرجل العامل على نظافة الشارع عدت كما كنت.
اتسخ بنطالي وحذائي وتلوث أنفي بالتراب وعقلي بالاكتئاب وكاد يلفظ لساني بالسباب وذهبت أحكي للصحاب عن رحلتي اليومية في الذهاب والإياب لألا ينظر أحدهم للبنطال أو يشير إليّ بالسؤال!
المحترم الذي ينظف الشارع لا يمتلك لسانا فيستأذن أو يحذر بصوت عال من التراب الذي يكنسه، ربما نظر إلى الناس ليبتعدوا عن طريقه كانسا، ولكنه اتفق مع الناس بنية غير معلنة أن يصمط عن الكلام ويزيح التراب وينصرفون سكوت بغير كلام ولا ملام لأكون أنا المجني عليه وبغير حجة.
لماذا لم يستأذنني في البعد قبل الكنس؟ لماذا سكت الناس عن تنبيهي أو اصطحابي لمكان أكثر نظافة؟ لماذا يتصرف المجتمع هكذا معي؟ بكل بساطة لأن القمام والسادة الوقوف كلهم من بيئة واحدة لا تعرف الذوق ولا الاحترام.

الخميس، ١ نوفمبر ٢٠٠٧

 مفاتيح الإضاءة

مفاتيح الإضاءة

استأجر صديق لي كفيف شقة، وذهبت معه لاستلام مفتاحها من مؤجرها. ولم أذهب بغرض الترفيه بقدر ما أنني ذهبت مع صديقي لكي أساعده في اكتشاف الأشياء الأساسية بالشقة مثل كيفية التعامل مع صنابير المياه وأماكن مفاتيح الإضاءة التي نستخدمها لتشغيل أو إطفاء المصابيح الكائنة بالشقة.
ما أن فرغنا من التعرف على كل ما يود صديقي معرفته حتى تبين لنا أن الشقة تحتاج لمفتاح إضاءة جديد لمصباح أراد صديقي وضعه أمام باب الشقة من الخارج لكي يضيء السلم. نصحته باستجلاب كهربائي لكي يقوم بهذا العمل وقد فعل.
مرت الأيام وذهبت لصديقي في شقته وكان الوقت متأخرا ليلا، وكان المصباح الموجود أمام الشقة غير عامل، أنا نظري يكاد يرى الضوء والاتجاهات ولكني لم أفقده لتوي بدليل أنني رأيت مصباح آخر مضيئ في الطابق التحتي!
فتح لي صاحبي الكفيف الباب، واستقبلني، فلما كان نجلس سويا أخبرته بأن يضيئ المصباح الكائن خارج الشقة ليلا، فقال لي أنه يضيؤه بالفعل، وقام فوجج المفتاح عامل، فقمت خلفه لأجد أن الضوء غير عامل فاستخدمت المفتاح الذي أكد على عمله صاحبي لأنير المصباح فأنرته بالفعل.
فتحسس صاحبي المفتاح فوجده على عكس ما كان يضيئ النور قبل ذلك! إن المفتاح يتحرك لأعلى ليقف عن العمل ولأسفل ليعمل، بخلاف باقي مفاتيح الإنارة بالشقة!
آه! فهمت!
عامل صاحبي المفتاح الجديد كما تعود مع بقية المفاتيح في الشقة، الكهربائي لم ينبه على صاحبي أن هذا المفتاح يعمل هكذا ويتوقف عن العمل هكذا!
فظل صديقي يسترجع بذاكرته مواقف شتى لبائع اللبن الذي طلب من صاحبي يوما أن يطفئ النور وصاحبي يستغرب "لقد أطفأته لتوي" آه آه.
استرجع الكثير من المواقف المضحكة المبكية، كل ذلك لأن الكهربائي لم يلزم النظام المعمول به في الشقة.

لما خرجت من عند صديقي فكرت كثيرا: "من المخطئ" والإجابة دائما: "لا أحد" فالكهربائي قام بعمله دون أن يلتفت لجودة أو نظام وهذا واقع مجتمعنا بالكامل، وصديقي لا يمكنه رؤية الضوء، ولا يمكن له أن يستجلب أحدا عند كل جديد في شقته، إذن: "فلا خطأ" فما الخطب؟
الأمر كله يمكن أن ينضبط بمجرد أن يؤكد صاحبي على الكهربائي أن يلزم نظام الإضاءة المعمول به داخل الشقة بدلا من أن يتكبد صديقي معاناة دفع فاتورة كبيرة لما ترك النور طول النهار يعمل، وأطفأه بالليل!