السبت، ٣ نوفمبر ٢٠٠٧

 عمال الخدمات

بينا أنا واقف في انتظار الأتوبيس الذي سوف أركبه للذهابإلى عملي حتى أفقت على رائحة تراب تتخلل أنفي وصوت رجل يكنس الشارع ويطيح بالتراب والقمامة على طول الطريق الموازي للرصيف من أسفل، وظل الصوت يقترب مني حتى أن عصاه أو كناسته لطمت قدمي من أسفل وقال: "الطريق يا شيخ" فأسرعت بالبعد قليلا عن الرصيف الذي أقف أسفله لأن أعلاه مشغول بالشجر والبشر ولكني حذرت لألا تدهسني سيارة مسرعة منحرفة عن الطريق وما أن مر الرجل العامل على نظافة الشارع عدت كما كنت.
اتسخ بنطالي وحذائي وتلوث أنفي بالتراب وعقلي بالاكتئاب وكاد يلفظ لساني بالسباب وذهبت أحكي للصحاب عن رحلتي اليومية في الذهاب والإياب لألا ينظر أحدهم للبنطال أو يشير إليّ بالسؤال!
المحترم الذي ينظف الشارع لا يمتلك لسانا فيستأذن أو يحذر بصوت عال من التراب الذي يكنسه، ربما نظر إلى الناس ليبتعدوا عن طريقه كانسا، ولكنه اتفق مع الناس بنية غير معلنة أن يصمط عن الكلام ويزيح التراب وينصرفون سكوت بغير كلام ولا ملام لأكون أنا المجني عليه وبغير حجة.
لماذا لم يستأذنني في البعد قبل الكنس؟ لماذا سكت الناس عن تنبيهي أو اصطحابي لمكان أكثر نظافة؟ لماذا يتصرف المجتمع هكذا معي؟ بكل بساطة لأن القمام والسادة الوقوف كلهم من بيئة واحدة لا تعرف الذوق ولا الاحترام.