الجمعة، ٢٢ فبراير ٢٠٠٨

عبوات الأدوية والعقاقير الطبية

إن قطاعا عريضا من البشر يتردد على الأطباء للعلاج أو للفحص الدوري ومن ضمن المترددين على الأطباء بشتى تخصصاتهم فئة من المجتمع العالمي كثر الحديث أو قل عن مدى أهمية الاهتمام بها وهي فئة المكفوفون وضعاف البصر.

ومشكلتنا هذه المرة ليست مع الطبيب ولا مع الصيدلي الذي يبيع الدواء بوصف من الطبيب سبق عملية الشراء! وإنما مشكلتنا هذه المرة هي الدواء ذاته!

دعونا نتحدث بصراحة:
كم من مشتري الدواء من الصيدليات يقرأ اسم الدواء على وجه الدقة؟ وكم منهم يفتح نشرة الدواء ويقرأ الأعراض الجانبية لتناول هذا الدواء أو ذاك؟ وكم منهم يقرأ دواعي الاستعمال أو المواد المكونة لدواء ما؟ ثم كم من هؤلاء القراء للنشرات الخاصة بالأدوية يفهمها؟ ثم كم منهم يراجع الطبيب فيما يقول أو يصف؟ ثم كم عدد الأطباء الذين يقبلون المراجعة من قبل مريض وإن كان المريض طبيبا كذلك؟ أم أن الأطباء لا يمرضون؟

ومع ذلك أطالب بحقي...
هذا الحق الذي طالما بحثت عنه باعتباري أحد المكفوفين الذين يعيشون في هذا العالم، تصيبهم الأمراض ويستشيرون الأطباء ويشترون الدواء وهنا، يريدون قراءة نشرات الأدوية!
دعك عن حاجز اللغة فأنا أجيد الإنجليزية، وأعرف كيف أبحث في القواميس الطبية عن معاني الألفاظ، ولا تشمر ساعدك لتبدأ في حديث غير منطقي حول عدم أهمية نشرات الأدوية وإلا لوفرت الشركات المنتجة للدواء تكلفة طباعة النشرات وأحيانا ترجمتها بل وضعها في كل عبوة لتصل إلى يد كل متناول للعقار! ولا تخاطبني في الذين لا يعقلون!

إن كل ما أبغي هو طريقة سهلة أتعرف بها على اسم الدواء وأقرأ بها نشرته، فهذا حقي خاصة أنني أمتلك أدوات المعرفة والفهم باستثناء لا يذكر وهو أنني لا أرى المطبوع وإن كنت أفهم المسموع!

بعض شركات الدواء العالمية تتفضل بطبع اسم الدواء بالخط البارز (برايل) ولكن أغلب الشركات في العالم يتجاهل أهمية الخط المطبوع به اسم الدواء ظن بأن هذا حكر على المتخصصين من الأطباءء والصيادلة وإن كان الأمر ليس كذلك، فالممرضات والمرضى هم أكثر المتعاملين مع هذه السموم التي تعالج البشر والتي تنتجها الشركات وتبيعها بغير وعي ولا بحث في تحسين جودة المنتج المبيع على مستوى سهولة الاستخدام، كل ما في الأمر أنهم يهتمون بأنواع العقار شرابا أو أقراصا أو كبسولات أو لبوس أو حبوب مستطيلة أو غير ذلك.

ولا يهتم المصنع للدواء بالطريقة التي سوف يستعملها الزبون (عفوا: المريض) فكيف يستخدم الكفيف دواء الشرب وقد يسكبه بالكامل إذا حاول استخدام الملعقة التقليدية لملئ نصف ملعقة؟ وكيف تستعمل الأم الكفيفة القطرات الخاصة بالعين والأنف لرضيعها؟ كيف يعرف اسم الدواء؟ كيف يقرأ نشرته؟ كيف يستخدم الحقن وإن كانت تستخدم أحيانا لقياس الكميات المأخوذة للدواء؟


فكروا معنا!
لم أجد دواء منصفا على نحو كامل حتى الآن فما يعالجني عضويا يخلف لي أثر نفسي سيئ وربما اكتئاب من كثرة التفكير في طرق بديلة أضعها لنفسي كي أتمكن من التعامل مع الدواء! ولكني أثق بأن الحل قادم، فالحل يكمن في استجابة شركات ومصانع الأدوية لرغبتي في تحديد معايير قياسية لمظهر عبوات الأدوية والخط المطبوع به اسم الدواء وتوفير نشرات بالخط البارز تحت الطلب ولو في كبرى الصيدليات، أحلم بيوم أمسك فيه بحاوية دواء تصلح لاستخدام كل البشر.

تابعونا